الكاتب: بلال الداهية

باحث في التاريخ

بلال الداهية وهذا المجاز حسب المعطيات المرفقة عندي كان يقع قرب الكيلومتر السادس من طريق بحر مرتين، قبيل ديوانة الوادي. فهو مقابل لمطار تطوان ومحدود بفدادين “شبريط” و”حبل علي” وجله كان مرجا مستبحرا أيام الشتاء، وبينه وبين المنطقة الصناعية نحة كيلومترين، وأقرب العمارة إليه آنذاك المطار والديوانة ومدشر “اقنيقرة” المعداني على الضفة الأخرى. و”الشطب” في لهجتنا من العربي الفصيح ومعناها “السعف الأخضر” أو الرطب غير اليابس من جريد النخل.

قراءة المزيد

بلال الداهية قصر الباشا أحمد بن علي الريفي الحمامي وجامعه الذي بناه بجوار القصر أثناء الحصار الأكبر لمدينة سبتة (1694 – 1727م)، ذكر الناصري أنه كان لا زال قائما في عهده، وبالفعل فإن الصورة عائدة إلى عام ١٨٥٩ عند دخول العساكر الإسبانية إليه في بداية معارك حرب تطوان، وقد تم هدم هذه الآثار في عهد الحماية وأقيم محلها جزء من مدينة الفنيدق الحالية قريبا من حدودها مع سبتة. و”السراي” تركية تعني القصر، والملاحظ أن الأثر العثماني قوي في عمارات وبنايات الباشا أحمد ألفاظا وشكلا. وعادة ما يقال إن هذه هي أقدم صورة فوتوغرافية في تاريخ المغرب.

قراءة المزيد

بلال الداهية. تمثل قبيلة بني خالد الجزء الأبعد عن ساحل البحر والأعلى من قبائل غمارة، بل إن مسالكها هي أوعر مسالك قبائل غمارة وأشدها بردا في فصل الشتاء وحرا في فصل الصيف، فإن نزلت الثلوج شتاء حاصرت الكثير من المداشر وقطعت عنها الاتصال بالعالم الخارجي، ولا غرابة في ذلك فالبعد عن البحر يجعل مناخها شديد القسوة وارتفاع جبالها يزيد من ذلك، خصوصا مع مجاورتها لجبال كتامة الشديدة البرد. وقبيلة بني خالد فوق هذا هي أكبر قبائل غمارة مساحة وأكثرها كثافة سكانية، فالماء الكثير الغزير ووفرة المرعى ساهمتا في جذب السكان القادمين من كل ناحية، والارتفاع يجعل السكان بمنأى عن الخطر…

قراءة المزيد

بلال الداهية من أعلام الحركة الصوفية التي شهدتها الأخماس في العهد الوطاسي ومطلع العصر السعدي أبو الحجاج يوسف التليدي، وهو من خمس بني تليد وقد خرج صغير لأخذ العلم بفاس ثم لقي الشيخ عبد الله الغزواني فأخذ عنه التصوف وصار من جملة مريديه. ورافقه في الزيارة التي اكتشف فيها قبر عبد السلام بن مشيش بجبل العلم. وقد أمره الشيخ الغزواني أن يبني زاوية في داره ببني تليد تكون بابها مفتوحة للإطعام وإكرام الضيوف، وفي ذلك تورد النصوص أن الغزواني قال في تلاميذه الثلاثة: “الهبطي للكلام والتليدي للطعام وعبد الرحمن ابن ريسون ياقوتة تضيء في جبل العلم”. واشتهرت الزاوية التليدية إلى…

قراءة المزيد

بلال الداهية ينفرد خيرونيمو دي ماسكارينياس بنص غريب جدا عن بني حسان يشير إلى أصل إيبيري قديم، وبالضبط من مقاطعة جيليقة Galicia عام 1648 إذ يقول: “لست راغبا في تجاوز مسألة فريدة، ومفادها أنه بجوار تطوان توجد سلسلة تعرف ببني حسان تتبع نفوذ حاكمها. ويقطنها حاليا أكثر من عشرة آلاف أسرة من البربر، والذين لا زالوا يحافظون سواء رجالا أو نساء على أزياء الجلالقة الذين ظلوا في تلك السلسلة منذ أيام القوط، وحتى أهل تطوان أنفسهم يسمونهم ب”الجلالقة”، لأنهم يقولون بأن أصلهم منهم، وفي يوم عيد المعمدان تنزل أعداد كثيرة منهم إلى البحر ويحتفلون بمولد القديس بالرقص والأجواء الاحتفالية، ويدخل…

قراءة المزيد

بلال الداهية كثيرا ما نصادف في كتب التاريخ المغربي لفظ “غمارة”، فهو لفظ ذو تاريخ عريق يمتد من الفتح الإسلامي للمغرب إلى الفترة المعاصرة، دال على قبيلة من قبائل البربر. ثم تجدنا اليوم نسمع كلمة “غمارة” متداولة بين الناس للدلالة على تجمع قبلي مكون من تسعة قبائل أغلبها كبيرة المساحة، وكلها تابعة الآن لإقليم الشاون. فهل لفظ “غمارة” التاريخي ولفظ “غمارة” الحالي يحملان نفس الدلالة والمعنى والسمات؟ إن شئنا البدء بالخلاصة لقلنا إن غمارة الحالية هي جزء من غمارة التاريخية، وبالتالي فإن هذه الأخيرة كانت أوسع بكثير مساحة، وحينما كان مصطلح “جبالة” غائبا في المصادر التاريخية المغربية نهائيا حتى ظهر…

قراءة المزيد

بلال الداهية تعد قبيلة بني جرير ثالث قبائل غمارة الساحلية، إلا أنها أصغر حجما من سابقتيها بني زيات وبني بوزرة، وقد ذكرنا أن النصوص المتأخرة تجعل قبيلة بني جرير منحدرة من بني نال، ومما ينبغي ذكره أن قبيلة بني جرير تتوفر على مدشر “إنالين” الذي يحمل معظم سكانه لقب “النالي”، وينتسبون إلى الشرف العمراني، ولهم بذلك نصوص ومشجرات وظهائر سلطانية قديمة وحديثة. إذا كانت قبيلة بني جرير صغيرة المساحة، فإنها تتوفر على مركزين ساحليين مهمين جدا هما “أمثار” و”تغصة”، وتمتد في قسمها الجنوبي جبال مرتفعة لا ينقضي الشتاء قبل أن تغطيها الثلوج عادة في كل عام، وتتكون القبيلة من أربع…

قراءة المزيد

بلال الداهية منذ العصور القديمة كانت بلاد أنجرة ملجأ للكثير من الهجرات البشرية، والموضع الأثري المعروف قرب مصب الوادي بشاطئ قصر المجاز، والمسمى ب”ظهر أسقفان”، والذي قد يعود تاريخه إلى الفترة الفينيقية، كان عبارة عن مدينة مكتملة المعالم لعلها هي مدينة Turbice الذي ذكرها الجغرافي المجهول المنسوب إلى مدينة رافينا Ravenna الإيطالية والذي كان حيا في القرن السابع الميلادي. وهو نفس الجغرافي الذي يذكر أن السكان الموريين في عهده كانوا يسمون المضيق الفاصل بين قصر المجاز والأندلس Abrid ولفظ “أبريد” بربري يعني الممر.وهو الممر الذي زعم القدماء أنه كان متصلا يربط القارتين الإفريقية والأوروبية، ونسب الإغريق فصلهما إلى هرقل، بينما…

قراءة المزيد

بلال الداهية ولا يرد أي ذكر لبني معدان في مصادر العصر الوسيط، وإن ذكرت “أزلا” في نزهة المشتاق للإدريسي – على الأرجح – تحت اسم “مرسى إنزلان”، ولم يظهر اسم بني معدان إلا مع الغزو البرتغالي الذين وصفوا أهلها ب”القراصنة”، وكان هذا الوصف سببا في تعرض هذه الفرقة إلى غزو عنيف. ولعل جوار بني معدان لبني سعيد على ساحل البحر يرجح أنهم من غمارة، وقد حاولنا في كتاب “تطوان وباديتها” تقديم فرضية جديدة بخصوص اسم “بني معدان” وإن كان الدليل يعوزنا. أما فرقة “بني راتن” فقد ورد اسمها في مصادر العصر الوسييط منذ عهد البكري بصيغة “بني يروثن” ووصفت ديارهم…

قراءة المزيد

بلال الداهية تحتفظ الذاكرة الشفهية والقليل مما هو مدون بذكريات ضبابية حول نشأة قبائل غمارة الحالية، وأحيانا تقع هذه الروايات في الخلط والتناقض، ولكنها تجمع كلها على ثلاثة أمور لا خلاف فيها بينها: 1. تقول هذه الروايات إن “السوسيين” هم أول من سكن البلاد، وتشترك الرواية الغمارية عنهم في نفس المعطيات مع الرواية المقدمة في قبائل بني حسان وبني سعيد ومتيوة وقبائل صنهاجة الريف وساحل بادس. إذ تزعم أن السوسيين الذين سكنوا كل هذه الجبال كانوا أغنياء، وأضاف بعضهم أنهم “كانوا يحكمون المغرب”، ثم عصوا الله فسلط عليهم سبعة أعوام من الريح الشرقية القاحلة والضباب، فهلك منهم من هلك ورجع…

قراءة المزيد