Close Menu
  • تاريخ وحضارة
  • معالم TV
  • الشريعة والحياة
  • فكر وأدب
  • أعلام الشمال
  • آثار وعمران
  • أسرة ومجتمع
  • المرأة الشمالية
  • لغة وتعليم
  • إصدارات
  • فلسطين بعيون مغربية
  • شأن سياسي
  • ثقافة وفنون
  • معالم في الإصلاح
  • موطني
  • ركن الطفل
  • مقتطفات
  • تدوينات مختارة
  • تحميل
  • تعرف على الجهة
  • من نحن

Subscribe to Updates

Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.

What's Hot

المقاومة الريفية من خلال الشعر الأمازيغي الريفي: دهار أوبران نموذجا

البحث في تاريخ شمال المغرب: حصيلة سنة 2022

جبل الحبيب في مواجهة الاحتلال البرتغالي في القرن 16م من معركة “ المايدة ” إلى معركة ” معبر الحجارة “

فيسبوك X (Twitter) الانستغرام واتساب يوتيوب تيلقرام
فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
معالـــــــم
Subscribe
  • الرئيسية
  • فكر وأدب
  • تاريخ وحضارة
  • TV
  • إصدارات
  • من نحن
معالـــــــم
الرئيسية » التحذير من الوقوع في شَرَكِ التكفير… !!
الشريعة والحياة

التحذير من الوقوع في شَرَكِ التكفير… !!

عبد المنعم التمسمانيعبد المنعم التمسماني25/10/2024آخر تحديث:06/02/2025019
شاركها فيسبوك واتساب تيلقرام تويتر Copy Link البريد الإلكتروني
شاركها
فيسبوك واتساب Copy Link تيلقرام تويتر البريد الإلكتروني

عبد المنعم التمسماني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى ، وبعد :
فإن من المؤسف حقا، ومن المحزن جدا، أن نرى فئاما من الغلاة، الذين لم يتحصنوا بفقه إسلامي عميق بمختلف أنواعه، وخاصة:”فقه الواقع” و”فقه الأولويات”و”فقه الموازنات”و”فقه المرحلة”، قد تردوا في مستنقع الطائفية البغيضة، وانزلقوا في مهاوي الانحراف الفكري …
ومن أعظم الآثار السيئة الناجمة عن زيغهم وانحرافهم في عالم الفكر والتصور : وقوعهم في شَرَك التكفير، وإسرافهم في إطلاقه على بعض أهل القبلة، بغير دليل قاطع وبرهان ساطع!! ، وتجاسرهم على تعميم تكفير بعض الطوائف التي لديها جملة من البدع الضالة والانحرافات العقدية،كقولهم مثلا: (الشيعة كفار)، بهذا التعميم، وبدون استثناء !!
وهذا من صور الحيف والظلم، ومن مظاهر التطرف الممقوت والغلو المذموم !!
ذلك، أن الشيعة -كما هو معلوم- فرق كثيرة شتى، أوصلها المسعودي في “مروج الذهب” إلى ثلاث وسبعين فرقة، وبالغ المقريزي في “الخطط”، فأوصلهاإلى ثلاثمائة فرقة …
وكل فرقة منها تتفرع إلى فرق عديدة ، فمنهم المسرفون في الغلو والتطرف، الذين صدر عنهم قصدا ما يقتضي الكفر الصراح ، ومنهم مبتدعة غلاة، صدر عنهم ما يوجب الفسق والضلال دون الكفر ، ومنهم من هم أقرب إلى أهل السنة والجماعة، كالزيدية، الذين ينتسبون إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب…
فليس من العدل والإنصاف أن ينظر إلى هذه الفرق كلها -بالرغم مما بينها من تباين كبير في الأفكار والمعتقدات- على أنها كتلة واحدة ، بل المطلوب -شرعا وعقلا- أن نميز بينها بحسب معتقدات كل فرقة، وأن نميز أيضا بين المنتسبين إليها بحسب درجاتهم في التشيع ، وأن نتحرى العدل في كل الأقوال والأفعال والأحوال، مع العدو والصديق، والمخالف والموافق، والبعيد والقريب ، بل ومع كل الناس، بصرف النظر عن معتقداتهم وأجناسهم وأعراقهم ومواقفهم… قال تعالى: { ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين } [النساء: 135]. وقال سبحانه: { وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى } [الأنعام: 152]. وقال عز وجل: { ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} [المائدة: 8] .
فالواجب إذن، أن نكون عادلين منصفين في مواقفنا إزاء المخالفين لنا عموما، وأن لا نسقط في آفة تعميم الأحكام عليهم …، وإلا كنا جائرين في أحكامنا ومواقفنا، ومسؤولين ،بلا مرية، عن ذلك يوم العرض على ربنا جل وعلا .
– ومن الأخطاء الفادحة التي يقع فيها الغلاة أيضا، والتي تعكس جهلهم بضوابط التكفير: عدم تفرقتهم فيه بين (الإطلاق) و(التعيين)، أو بعبارة أخرى بين (التكفير المطلق) و(تكفير المعين) .
-ويقصد ب(التكفير المطلق) : أن يطلق الكفر على قول أو فعل أو اعتقاد دَلّت النصوص الشرعية الصريحة القاطعة على أنه كذلك. ومن ذلك -على سبيل المثال لا الحصر-:
– الاعتقاد بأن جبريل عليه السلام خان الرسالة، حين نزل بها على محمد صلى الله عليه وسلم، وصدها عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي أنزلت في الأصل عليه…!!
– الطعن في القرآن الكريم، واعتقاد أن الصحابة حرفوه، وحذفوا منه أشياء كثيرة تتعلق بأهل البيت وأعدائهم…!!
– إنكار شيء من قطعيات الإسلام، وما علم من الدين بالضرورة… !!
– الاعتقاد ب(إلهية)سيدنا علي بن أبي طالب !! ، أو بأنه وغيره من الأئمة (المعصومين!) عند القائلين بذلك، يتصرفون في الكون، ويملكون النفع والضر، عياذا بالله… !!
– رمي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه… !!
– أما (تكفير المعين) فيقصد به إطلاق الكفر على شخص بعينه، صدر منه ما يوجب التكفير … فهذا لا يسوغ شرعا أن يُسارَع إلى تكفيره بعينه، حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة؛ إذ لا يلزم من وقوعه فيما يوجب الكفر تكفيره ؛ لأنه قد تعرض له موانع تجعله لا يؤاخذ بذلك وإن تلبس به، فقد يكون جاهلا بالحكم الشرعي لما وقع فيه، وقد يكون متأولا، وقد تعرض له شبهات…
لذلك، كان لابد من التأكد يقينا من توفر شروط التكفير فيه وانتفاء موانعه، من جهل أو خطأ أو تأويل أو شبهة أو إكراه …
وهذا أصل عظيم دلت عليه نصوص الشرع الحكيم . من ذلك: ما ورد في الصحيحين وغيرهما أن رجلا فيمن كان قبلنا أسرف على نفسه، ف« لم يبتئز-أي لم يدخر- عند الله خيرا » « لما حضره الموت قال لبنيه : إذا أنا متّ، فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذُرّوني في الريح، فوالله لئن قدر علي ربي، ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا، فلما مات فُعِل به ذلك، فأمر الله الأرض، فقال : اجمعي ما فيك منه، ففعلت، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت ؟ قال يارب خشيتك، فغفر له».
فهذا الرجل قد صدر منه ما يوجب الكفر، وهو الشك في أصل من أصول الإيمان (البعث) ، حيث ظن أنه إن فعل به ذلك، لا يبعث ولا يعذب !!
لكن لما وجد مانع من موانع التكفير وهو (الجهل) لم يحكم عليه بالنار، بل عذره الله يجهله، فتدراكه برحمته، وغفر له، بسبب مخافته منه سبحانه .
وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضوان الله عليه- لم يكفر الخوارج الذين خرجوا عليه وكفروه، والذين وردت أحاديث صحيحة في ذمهم ووصفهم بأوصاف ذميمة شنيعة : من قبيل:حدثة السن، وسفاهة العقل، ورداءة التفكير، والجهل بالدين، وسوء فهم نصوصه، بل والمروق منه مروق السهم من الرمية، والزهو بالرأي الفاسد، وتجهيل المخالفين بل وتكفيرهم، وما يستتبع ذلك من استحلال دمائهم…!!
وإنما سلك معهم في البداية مسلك الحوار والمناظرة ، فناقشهم في معتقداتهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة بالحجة والبرهان ، لكن جماعة منهم تمادوا في عنادهم وعمايتهم ولجّوا في غلوائهم وطغيانهم، فدعاهم إلى كف أذاهم عن المسلمين، فلم يستجيبوا، بل بلغ بهم الغلو والتطرف مبلغه، فتجرؤوا على سفك دماء المسلمين، وقتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت رضي الله عنهما شر قتلة، وبقروا بطن جاريته، وقتلوا غيرها من النساء، وأفسدوا في الأرض …!!.
عندئذ، اضطر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى قتالهم، حفظا لأنفس المسلمين وأعراضهم وأموالهم…
ومع ذلك كله، لما سئل -رضوان الله عليه- أهم كفار ؟ قال:”من الكفر فروا” … “هم قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا وبغوا علينا” و”قاتلونا فقاتلناهم”…
وبناء على ما سبق، فلا يسوغ تكفير أحد من أهل القبلة إلا ببرهان أوضح من الشمس، ولا يجوز التجرؤ على تكفير شخص بعينه من أهل الأهواء والبدع، وإن صدر منه ما يستوجب التكفير، حتى تقام عليه الحجة، ويتأكد من توفر شروط التكفير وانتفاء موانعه ،كما سلف .
وفي الأحاديث الصحيحة تحذير شديد من المسارعة إلى التكفير ، منها : ما ورد في الصحيحين -واللفظ للبخاري- من حديث عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أيما رجل قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما ». وفي رواية عند مسلم : « إذا كفّر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما ».
وهذا ما لا يستحضره كثير من الغلاة، الذين يتجاسرون على تكفير أشخاص بأعيانهم من المنتسبين إلى بعض الفرق الإسلامية التي تنكبت طريق الحق في جملة من معتقداتها …
ومن ذلك: ما لاحظناه جميعا من تجاسر ثلة من أنصاف المتعلمين، المقلدين لبعض المشايخ من رموز التيار السلفي المعاصر، وكثير من العوام الأميين المغترين بهم، على تكفير بعض رجال المقاومة اللبنانية، الذين اغتالهم الجيش الصهيوني الإرهابي، لدعمهم ومساندتهم لأهلنا في غزة ، وفي طليعتهم قائد المقاومة (حسن نصر الله) ، بحجة أنهم شيعة، والشيعة في نظرهم كلهم كفار بإطلاق!! وقد بينا زيف هذا الادعاء …
بل إن بعض النّوكى من العوام، المشحونين بالفكر الطائفي المتطرف، نشروا عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تدوينات تكفيرية ظالمة في حق زعيم المقاومة اللبنانية، تنضح بالحقد والكراهية والتشفي والأراجيف والافتراءات … !! .
من ذلك : قول أحد الجهلة الكذابين منهم: (حسن نصر “اللات”! كافر لا شك في كفره وهذا [أجمع] عليه علماء أهل السنة !! ) عن أي إجماع يتحدث هذا الجاهل المفتري ؟! .
وقول أحد السفهاء: (لا يجوز الترحم على “الجيفة”! الذي مات) (نتشفى في كلاب المجوس!!).
وقول أحد الحاقدين الشامتين الأفاكين (إذا ثبت هلاك حسن نصر…
فهذا فضل من الله وفرحة وجب على كل مسلم حر صحيح العقيدة أن يشعر به)، ثم حاول هذا المأفون أن يؤصل لما ذكره من فاسد القول وركيكه بقول الله تعالى: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا!! }.
هذا غيض من فيض وقليل من كثير جدا من التدوينات الحاقدة، التي تعكس هذيان التكفيريين وجهلهم ببعض أساسيات العقيدة الإسلامية، وبضوابط التكفير …
فهل سمع أحد من هؤلاء الغلاة الشانئين “حسن نصر الله” يكفر كل الصحابة الكرام؟ أو يرمي أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها بما برأها الله منه؟ ، أو يقر بتحريف القرآن؟ أو ما إلى ذلك مما يستوجب التكفير، ويصرح به علانية كثير من غلاة الشيعة الحاقدين المارقين من أمثال “ياسر الخبيث”و”أمير القريشي” وأضرابهما … ؟ .
من المؤكد أنهم لم يسمعوه يصرح بذلك، وإنما هم مقلدون تقليدا أعمى لبعض الغلاة من أنصاف المتعلمين، يجترون ويرددون كل ما يقولونه كالببغاء!!، ويصدق فيهم قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
أثر البهتان فيه وانطلى الزور عليه
ياله من ببغاء عقله في أذنيه!!
وللإنصاف أقول: إن جما غفيرا من المسلمين من أهل السنة والجماعة -وأنا منهم- قد سمعوا الراحل حسن نصر الله ينكر صراحة، بل وينتقد -بلا مواربة- في مقاطع مرئية منتشرة، ما يرمونه بهو يشنعون به عليه من الاعتقادات الكفرية المذكورة وغيرها، رجما بالغيب…
كما سمعنا ثلة من عقلاء علماء الشيعة المعاصرين، مثل (علي الأمين) و(حسين فضل الله) و(ياسر عودة)و(حسن النمر) وأضرابِهم كُثْر ينكرون ذلك، بل سمعنا بعضهم يكفر من يعتقد أن جبريل عليه السلام خان الأمانة ونزل بالوحي على محمد صلى الله عليه وسلم بدلا من علي رضوان الله عليه؛ لأنه يشكك في النبوة التي هي أصل من أصول الدين ، أو أن القرآن الكريم محرف ، أو أن عليا -رضوان الله عليه- وغيره من أهل البيت يملكون النفع والضر…الخ…
واقوالهم وتصريحاتهم ليست خفية، بل ذائعة على قنوات اليوتيوب …
قد يقول قائل من الجماعة الغالية -وقد سمعنا هذا من بعضهم- : إنهم يمارسون التقية، لذلك تجدهم لا يفصحون عن تلكم المعتقدات الباطلة التي يؤمنون بها !!.
فيجاب عن ذلك بأدلة كثيرة من السنة النبوية الصحيحة، يستفاد منها أننا مطالبون شرعا بأن نعامل الناس بما يعرف من ظواهر أحوالهم من غير تفتيش وتنقيب عما بدواخلهم وبواطنهم، فالسرائر موكولة إلى الباري جل وعلا، وهو -سبحانه وتعالى- لم يتعبدنا بذلك …
ومن تلكم الأدلة : ما رواه الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب على الحب ابن الحب (أسامة بن زيد) ، لما بلغه أنه قتل رجلاً من مقاتلي المشركين، بعد أن نطق بكلمة التوحيد، وأنكر عليه ذلك أشد الإنكار، قائلا له: « “أقال (لا إله إلا الله)وقتلته ؟”. قال أسامة : يارسول الله إنما قالها خوفا من السلاح . قال: “أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟!”. قال أسامة : فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ!! ».
وفي رواية عند مسلم أيضا:« “أقتلته بعد ما قال (لا إله إلا الله) ؟!” قال أسامة : قلت: يارسول الله إنما كان متعوذا، فقال عليه الصلاة والسلام:”أقتلته بعد ما قال (لا إله إلا الله)؟!” قال: فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن اسلمت قبل ذلك اليوم ».
وفي رواية أخرى عند مسلم كذلك: « “فكيف تصنع ب(لاإله إلا الله) إذا جاءت يوم القيامة؟! ” قال: يارسول الله، استغفر لي. قال: “وكيف تصنع ب(لا إله إلا الله) إذا جاءت يوم القيامة؟!”. قال: فجعل لا يزيد على أن يقول : “كيف تصنع ب(لا إله إلا الله) إذا جاءت يوم القيامة؟! ».
ومن ذلك أيضا : ما أخرجه الشيخان وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخالد بن الوليد -لما قال له: “وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه”- : « إني لم أُومَرْ أن أُنَقِّب عن قلوب الناس ولا أَشُقَّ بطونهم ».
واعتبار ظوهر أحوال الناس وعدم البحث عن دواخلهم ومضمراتهم كان ديدن النبي صلى الله عليه وسلم ودأبه وهجيراه في جميع أموره …
فالحذر الحذر من السقوط في شَرَكِ تكفير أحد من القبلة، من غير برهان قاطع ، فإنه أمر جَلَل ، لما يترتب عليه من نتائج خَطِرة ولما ينجم عنه من آثار عظيمة ، كالتفريق بين من حُكِم عليه بالكفر وبين زوجته، وعدم بقاء أبنائه تحت سلطانه، واستباحة دمه، وعدم جريان أحكام المسلمين عليه بعد موته؛ فلا يغسل، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يورث ، والحكم عليه بالخلود في النار !!.
لذلك، وجب على كل مسلم أن يحترز غاية الاحتراز من تكفير من ثبتت له بالشهادتين عصمة الدم والمال، مهما اقترف من الذنوب والجرائم، ما دون الشرك بالله، أو إنكار شيء من قطعيات الدين …
وإن التجاسر على إخراج أحد من أهل القبلة من الإسلام، وما يستتبع ذلك من استباحة دمه وغير ذلك من العواقب الوخيمة، لمن الكبائر الموبقات المهلكات ، و”الخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم”، كما قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في “الاقتصاد في الاعتقاد” .
ولو أن أحدا من أهل القبلة اقترف فعلا يحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجها، ويحتمل عدم الكفر من وجه واحد، لوجب حمله على الاحتمال الأخير، من باب الاحتياط المطلوب في هذا الباب. فالتكفير أمره عظيم، فهو مكمن مزلة أقدام، وموضع مدحضة أفهام …!!.
– ومما يجدر التنبيه عليه أن “تكفير المعيّن” حكم شرعي قضائي منوط بالقاضي، فهو الذي يحكم به، لما يستلزمه من تحري البينات والتأكد من تحقق الشروط وانتفاء الموانع ، وقد يشارك القاضي في إقامة الحجة على المتهم به -بمحضره- ذووا الرسوخ في العلم والفقه في الدين من المجتهدين الذين يحسنون إقامة الحجة على الشخص المعّين،ويملكون القدرة على تنزيل الحكم الشرعي عليه ، أما تطبيق ما يترتب على تكفير المعيّن من آثار، فإنه من صلاحيات من له ولاية شرعية من القضاة الذين ينوبون عن السلطان…
أما طلبة العلم والمنتسبون إليه عموما، فغير مؤهلين للنظر في تكفير المعيّن …
وأما العوام فلا يجوز لهم الخوض في موضوع التكفير أصلا، لجهلهم بأساسيات الشريعة وقواعدها، فضلا عن ضوابط التكفير، فإن تجرؤوا على الخوض في هذا الباب، ترتب على ذلك فتنة كبيرة وفساد عريض . والجهل أصل كل فساد، كما هو معلوم .
– هذا، ومما يتعين التنبيه عليه والتذكير به أن هذه المرحلة العصيبة المريرة الأليمة من تاريخ أمتنا الإسلامية، والتي تسنى فيها لشرذمة من الصهاينة المجرمين الإرهابيين، بدعم ومساندة منقطعة النظير من حلفائهم الاستراتيجيين من الصليبيين والمتصهينين، أن ينتهكوا مقدساتها، ويدوسوا كرامتها، ويعبثوا بأمنها واستقرارها، ويمارسوا (الإبادة الجماعية الممنهجة!!) في حق أهلنا في غزة المحاصرة ، لتحتم علينا، أكثر من أي وقت مضى، أن نعطي الأولوية لقضية الأمة المركزية، قضية فلسطين السليبة، التي ينبغي أن يكون لها مكان الصدارة في اهتماماتنا، بالنظر إلى أبعادها العقدية والحضارية، وعظيم آثارها وتبعاتها على الأمة كلها، حاضرا ومستقبلا ، وأن نؤجل الحديث عن غيرها من القضايا، مهما كانت أهميتها…
إننا اليوم -معشر المسلمين- أمام لحظة تاريخية مفصلية، تجاوز فيها العدو الصهيوني كل الحدود، وبلغ الغاية في الصلف والطغيان، والإجرام والعدوان، وأفصح مؤخرا، كما سمعنا ورأينا جميعا، أمام المنتظم الدولي -بكل عنجهية ووقاحة- عن أهدافه التوسعية، المتمثلة فيما سماه (إعادة تشكيل الشرق الأوسط)، أي إعادة بناء ونشر خارطة المنطقة، وفق مخططاته وأهدافه الاستعمارية الخسيسة!!، الأمر الذي يشكل خطرا وجوديا على كل مكونات تلك المنطقة، بل وعلى الأمة برمتها ، مما يفرض عليها تأجيل كل الخلافات البينية: المذهبية والطائفية والعرقية والسياسية… ، وتجاوز كل أسباب التنازع المفضي إلى تمزيق أوصالها وفشلها وذهاب ريحها ، والاجتماع على مواجهة العدو المشترك الألد والأخطر، الذي يخوض معركة الوجود ضدها ، وكشف مخططاته، وفضح مكائده، والتصدي لمشروعه التخريبي…
فهذا هو عين العقل والحكمة، وهو ما يقتضيه الفقه العميق بكل أنواعه المشار إليها، وما يتطلبه (واجب الوقت) الذي يعكس (فقه المرحلة) الزمنية العصيبة التي تمر بها أمتنا، بما تتميز به من تحديات وتقلبات ونزاعات…
لكننا ،للأسف الشديد، نلحظ أن شرذمة من المنتسبين إلى العلم والدعوة، قد فقدوا البوصلة، واختلت عندهم المعايير والموازين، فبدلا من أن يركزوا على القضية المركزية الجامعة للأمة، والتي ينبغي أن نتجاوز في سبيل نصرتها كل الخلافات والتجاذبات والتراشقات والصراعات الطائفية العمياء، نجدهم يحرصون على استدعاء الخلافات المذهبية والعقدية ، ويجتهدون في إحياء وإذكاء الصراع الطائفي وتهييج النعرات الطائفية لدى المغرر بهم من العوام ، بل إننا نجد بعض الأغبياء والسذج والحاقدين منهم – منذ بدء تحرك جبهات الإسناد لإخواننا في غزة- قد صرفوا همهم وانشغلوا كليا إما بانتقاد المجاهدين من قادة المقاومة الفلسطينية وقذفهم بتهم زائفة طائشة، بل وتخوين بعضهم!! ، وإما بالطعن في قادة المقاومة اللبنانية، والحرص على شيطنتهم، ومحاولة إيهام العوام من المسلمين أنهم العدو الأول، وإما بالتحذير من (المشروع الصفوي) ، أما التحذير من (المشروع الصهيوني)، فليس من اختصاصهم، كما صرح بذلك، بكل وقاحة ونذالة وخسة، أحد النّوكى منهم !!.
وإننا، إذ ندعو إلى حشد وتجميع كل طاقات الأمة، وتوحيد جهودها لمواجهة عدوها الصهيوني المشترك في هذه الظرفية العصيبة ، لا نطالب بإلغاء الخلافات العقدية والفكرية بين كثير من مكوناتها، أو نسيان الجرائم الطائفية التي ارتكبت ضد فئات من الشعبين السوري واليمني…
إلا أن (واجب الوقت) يفرض علينا تأجيل الحديث عن كل ما من شأنه أن يلهينا ويشغلنا عن قضيتنا المركزية والمصيرية، وعن معركة الوجود مع عدو الأمة والإنسانية …
والله الموفق للصواب والمرشد للحق والهادي إلى سواء السبيل .

شاركها. فيسبوك واتساب Copy Link تيلقرام تويتر البريد الإلكتروني
عبد المنعم التمسماني
  • موقع الويب

خطيب وداعية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من مدينة طنجة المغربية

المقالات ذات الصلة

جهود علماء الشمال في خدمة القرآن الكريم مناهج  في تفاسيرهم لغة وعقيدة وفقها وتصوفا

19/03/2025

جريمة شهادة الزور وعقوباتها في الفقه الإسلامي

20/02/2025

خاطرة قرآنية.. بين الفقه والفهم

16/02/2025
اترك تعليقاً
اترك تعليقاً إلغاء الرد

بحث
الأكثر تصفحا

نتغير لنغير [1] “العيب فينا والمشكل من أنفسنا”

09/02/2025111 زيارة

يوم قاطع المغاربة الحج ونحْر الأضاحي .. دوافع سياسية واقتصادية

26/10/202493 زيارة

إعلان عن اصدار جديد : تحت الضغط ( ذكريات نضالية)

26/02/202570 زيارة

الدر المنضد الفاخر بما لأبناء مولاي علي الشريف من المحاسن والمفاخر: إصدار جديد يتناول فترة تأسيس الدولة العلوية

03/03/202567 زيارة
تابع معالم على:
  • Facebook
  • YouTube
  • WhatsApp
  • x
  • Telegram
آخر المنشورات
  • المقاومة الريفية من خلال الشعر الأمازيغي الريفي: دهار أوبران نموذجا
  • البحث في تاريخ شمال المغرب: حصيلة سنة 2022
  • جبل الحبيب في مواجهة الاحتلال البرتغالي في القرن 16م من معركة “ المايدة ” إلى معركة ” معبر الحجارة “
  • القصر الكبير: التاريخ والمجتمع والتراث
فيسبوك X (Twitter) الانستغرام يوتيوب واتساب تيلقرام
  • Home
  • Buy Now
© جميع الحقوق محفوظة. معالم .2025 ... للتواصل معنا ma3alim22@gmail.com

اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter